الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6896 98 - حدثنا عبيد بن إسماعيل ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت لعبد الله بن الزبير : ادفني مع صواحبي ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت ، فإني أكره أن أزكى ، وعن هشام ، عن أبيه : أن عمر أرسل إلى عائشة ائذني لي أن أدفن مع صاحبي ، فقالت : إي والله ، قال : وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة قالت : لا والله ، لا أوثرهم بأحد أبدا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " أن أدفن مع صاحبي " يعني في قبر النبي صلى الله عليه وسلم . وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وهشام هو ابن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير رضي الله تعالى عنهم ، والحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ادفني مع صواحبي " أي أمهات [ ص: 57 ] المؤمنين ، يعني ادفني في مقبرة البقيع معهن ، قوله : " في البيت " أراد حجرتها التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، قوله : " أن أزكى " على صيغة المجهول من التزكية ، المعنى أنها كرهت أن يظن أنها أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه حيث جعلت نفسها ثالثة الضجيعين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مع صاحبي " أراد بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه ، قوله : " إي والله " بكسر الهمزة وسكون الياء وهو حرف جواب بمعنى نعم ولا يقع إلا بعد القسم ، قوله : " من الصحابة " فيه حذف تقديره إذا أرسل إليها أحد من الصحابة يسألها أن يدفن معهم ، قوله : " قالت " جواب الشرط ، قوله : " لا أوثرهم " بالثاء المثلثة ، يقال آثر كذا بكذا أي أتبعه إياه ، أي لا أتبعهم بدفن آخر عندهم ، وقال صاحب المطالع : هو من باب القلب أي لا أوثر بهم أحدا ، ويحتمل أن يكون لا أثيرهم بأحد ، أي لا أنبشهم لدفن أحد والباء بمعنى اللام واستشكله ابن التين بقول عائشة في قصة عمر رضي الله تعالى عنه لأوثرنه على نفسي ، ثم أجاب باحتمال أن يكون الذي آثرت عمر به المكان الذي دفن فيه من وراء قبر أبيها بقرب النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لا ينفي وجود مكان آخر في الحجرة ، وذكر ابن سعد من طرق أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما أوصى أخاه أن يدفنه عندهم إن لم تقع بذلك فتنة فصده عن ذلك بنو أمية فدفن بالبقيع .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن سلام وقال : مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى عليهما السلام يدفن معه ، قال أبو داود أحد رواته : وبقي في البيت موضع قبر ، وفي رواية الطبراني : " يدفن عيسى مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما " فيكون قبرا رابعا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية