الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6847 48 - حدثنا عمرو بن عباس ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن واصل ، عن أبي وائل قال : جلست إلى شيبة في هذا المسجد ، قال : جلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال : لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين ، قلت : ما أنت بفاعل ، قال : لم قلت لم يفعله صاحباك ، قال : هما المرآن يقتدى بهما .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " هما المرآن يقتدى بهما " أي بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأبي بكر رضي الله تعالى عنه ، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بسنته .

                                                                                                                                                                                  وعمرو بفتح العين ابن عباس بالباء الموحدة الأهوازي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وسفيان هو الثوري ، وواصل هو ابن حيان بتشديد الياء آخر الحروف وبالنون ، وأبو وائل بالهمزة بعد الألف شقيق بن سلمة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلى شيبة " بفتح الشين وسكون الياء آخر الحروف وبالباء الموحدة هو ابن عثمان الحجبي العبدري ، أسلم بعد الفتح وبقي إلى زمان يزيد بن معاوية ، وليس له في البخاري ولا في مسلم إلا هذا الحديث ، قوله : " في هذا المسجد " أي المسجد الحرام ، قوله : " لقد هممت " أي قصدت " أن لا أدع " أي أن لا أترك " فيها " أي في الكعبة " صفراء " أي ذهبا " ولا بيضاء " أي فضة ، قوله : " قلت " القائل هو شيبة ، قوله : " ما أنت بفاعل " أي ما أنت تفعل ذلك ، قوله : " قال لم " أي قال عمر لم لا أفعل ، قوله : " لم يفعله صاحباك " أراد بهما النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه ، وجواب لو محذوف أي لفعلت ، ولكنهما ما فعلاه ، فقال عمر : " هما المرآن يقتدى بهما " وقال ابن بطال : أراد عمر رضي الله تعالى عنه قسمة المال في مصالح المسلمين ، فلما ذكر شيبة أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأبا بكر بعده لم يتعرضا له لم يسعه خلافهما ، ورأى أن الاقتداء بهما واجب ، فربما يهدم البيت أو يحتاج إلى ترميمه فيصرف ذلك المال فيه ولو صرف في منافع المسلمين لكان كأنه قد خرج عن وجهه الذي عين فيه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية