الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6411 - كما تدين تدان - عد) عن ابن عمر .

التالي السابق


(كما تدين تدان) أي كما تفعل تجازى بفعلك، وكما تفعل يفعل معك، سمى الفعل المبتدأ جزاء، والجزاء هو الفعل الواقع بعده ثوابا كان أو عقابا للمشاكلة، كما في وجزاء سيئة سيئة مثلها مع أن الجزاء المماثل مأذون فيه شرعا فيكون حسنا لا سيئا. قال الميداني في ذلك: ويجوز إجراؤه على ظاهره، أي كما تجازي أنت الناس على صنيعهم تجازى أنت على صنيعك، والكاف في محل نصب للمصدر، أي تدان دينا مثل دينك، والقصاص إن لم يكن فيك أخذ من ذريتك، ولهذا قال تعالى وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله فاتق الله في أولاد غيرك يحفظك في ذريتك، وييسر لهم ببركة تقواك ما تقر به عينك بعد موتك، وإن لم تتق الله فيهم فأنت مؤاخذ بذلك في نفسك وذريتك، وما فعلته كله يفعل بهم، وهم وإن كانوا لم يفعلوا لكنهم تبعا لأولئك الأصول وناشئون عنهم والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا

(عد) من جهة مكرم بن عبد الله الجوزجاني، عن محمد بن عبد الملك الأنصاري ، عن نافع ، (عن ابن عمر )، ثم ضعفه بمحمد المذكور، فعزو الحديث لمخرجه وحذفه من كلامه وتصريحه بتضعيفه غير صواب. قال الزركشي : ورواه البيهقي في الأسماء والصفات، وفي الزهد عن أبي قلابة مرسلا بلفظ: (الذنب لا ينسى، والبر لا يبلى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان) وبه يتقوى. وقال ابن حجر : له شاهد مرسل خرجه عبد الرزاق عن أبي قلابة يرفعه، قال: ورجاله ثقات، ورواه أحمد في الزهد عن أبي قلابة ، قال: قال أبو الدرداء ، فذكره.




الخدمات العلمية