الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7276 - لعن الله زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج (3 ك) عن ابن عباس. (صح) [ ص: 274 ]

التالي السابق


[ ص: 274 ] (لعن الله زائرات القبور) لأنهن مأمورات بالقرار في بيوتهن ، فأي امرأة خالفت ذلك منهن ، وكانت حيث يخشى منها أو عليها الفتنة ، فقد استحقت اللعن ، أي الإبعاد عن منازل الأبرار ، ويحرم زيارتها أيضا إن حملت على تجديد حزن ونوح ، فإن لم يكن شيء مما ذكر فالزيارة لهن مكروهة تنزيها لا تحريما عند الجمهور ، بدليل قول عائشة: يا رسول الله ، كيف أقول إذا زرت القبور ؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات ، ويرحم الله المتقدمين منا والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون (والمتخذين عليها المساجد) لما فيه من المغالاة في التعظيم ، قال ابن القيم: وهذا وأمثاله من المصطفى صلى الله عليه وسلم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه ، وتجريدا له وغضبا لربه أن يعدل به سواه ، قال الشافعي: أكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه وعلى الناس ، قيل: ومحل الذم أن يتخذ المسجد على القبر بعد الدفن ، فلو بنى مسجدا ، وجعل بجانبه قبر ليدفن به واقف المسجد أو غيره فلا منع ، قال الزين العراقي: والظاهر أنه لا فرق ، فلو بنى مسجدا بقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة ، بل يحرم الدفن في المسجد ، وإن شرط أن يدفن فيه لم يصح الشرط ، لمخالفته لمقتضى وقفه مسجدا (والسرج) لأنه تضييع للمال بلا فائدة ، وظاهره تحريم إيقاده على القبور ، لأنه تشبيه بالمساجد التي ينور فيها للصلاة ، ولأن فيه تقريب النار من الميت ، وقد ورد النهي عنه في أبي داود وغيره ، بل نهى أبو موسى الأشعري عن البخور عند الميت ، نعم إن كان الإيقاد للتنوير على الحاضر لنحو قراءة واستغفار للموتى فلا بأس

(3 ك عن ابن عباس) حسنه الترمذي ، ونوزع بأن فيه أبا صالح مولى أم هانئ ، قال عبد الحق: هو عندهم ضعيف ، وقال المنذري: تكلم فيه جمع من الأئمة ، وقيل: لم يسمع من ابن عباس ، وقال ابن عدي: لا أعلم أحدا من المتقدمين رضيه ، ونقل عن القطان تحسين أمره.



الخدمات العلمية