الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7526 - ليأتين هذا الحجر يوم القيامة: له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد على من استلمه بحق (هـ هب) عن ابن عباس . (ح) [ ص: 345 ]

التالي السابق


[ ص: 345 ] (ليأتين) قال الطيبي : الإتيان: المجيء بسهولة (هذا الحجر يوم القيامة: له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد على من استلمه بحق) كذا في نسخ الكتاب ، ثم رأيته بخط المصنف هكذا ، والذي وقفت عليه في أصول صحيحة قديمة: يشهد لمن استلمه بحق ، وعلى من استلمه بغير حق ، فليحرر ، قال البيضاوي : شبه خلق الحياة والنطق فيه بعد أن كان جمادا لا نطق فيه بنشر الموتى وبعثها ، ولا امتناع فيه ، فإن الأجسام متساوية في الجسمية وقبول الأعراض التي منها الحياة والنطق ، والله قادر على جميع الممكنات ، لكن الأغلب على الظن أن المراد منه تحقيق ثواب المسلم ، وأن سعيه لا يضيع وأجره لا يفوت ، قال: والمراد بالمستلم بحق: من استلم اقتفاء لأثره وامتثالا لأمره ، انتهى. قال الطيبي : ويشهد للوجه الأول شهادة لا ترد تصدير الكلام بالقسم ، وتأكيد الجواب بالنون ، لئلا يظن خلاف الظاهر ، وعلى في يشهد من استلمه مثلها في قوله تعالى ويكون الرسول عليكم شهيدا أي رقيبا حفيظا عليكم ، فالمعنى: يحفظ على من استلم أحواله شاهدا ومزكيا له ، ويجوز أن يتعلق بحق بقوله "يشهد" ، أي يشهد بحق على من استلمه بغير حق كالكافر والمستهزئ ، ويكون خصمه يوم القيامة ، ويشهد بحق لمن استلمه بحق كالمؤمن المعظم لحرمته

(هـ) في الحج (هب) كلاهما (عن ابن عباس ) ظاهر اقتصاره على ابن ماجه من بين الستة أنه لم يخرجه منهم سواه ، وليس كذلك ، بل خرجه الترمذي عن الحبر أيضا وقال: حسن ، وتبعه المصنف فرمز لحسنه ، لكن فيه عبد الله بن عثمان بن خيثم ، أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال يحيى : أحاديثه ليست بقوية.



الخدمات العلمية