الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7403 - لو أن أحدكم إذا نزل منزلا قال: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ، لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه (هـ) عن خولة بنت حكيم. (ح)

التالي السابق


(لو أن أحدكم) قال الطيبي: "لو" هذه يجوز كونها شرطية وجزاؤها "قال" ، وكونها للتمني (إذا نزل منزلا قال: أعوذ بكلمات الله) أي كلمات علم الله وحكمته (التامة) السالمة من النقص والعيب ، وصفت به لنفع المعوذ بها ، فهي صفة مادحة كقوله هو الله الخالق ويحتمل كون المراد بالكلمات التامات: الصفات السبع أو الثماني القديمة ، وهي الحياة والعلم.... إلخ ، وهي المعبر عنها بمفاتيح الغيب ، فعليه تكون الصفة موضحة (من شر ما خلق ، لم يضره في ذلك المنزل شيء) الشيء عند أهل السنة: الموجود ، ويدخل فيه الموجودات كلها (حتى يرتحل منه) قال بعض الكاملين: تخصيصه بالزمن المعين لأن المراد بالضرر المنفي ما يكون جسمانيا ، وأعظم ما فيه الموت ، فلو لم يختص بالزمن دخل فيه الأمور الكلية التي لا دخل للدعاء فيها ، فلا بد من التخصيص ليبقى على جزئيته فيفيد الدعاء ، والظاهر حصول ذلك لكل داع بقلب حاضر وتوجه تام ، فلا يختص بمجاب الدعوة

(هـ عن خولة بنت حكيم) الأنصارية السلمية ، رمز المصنف لحسنه ، ورواه عنه أيضا مسلم بلفظ " من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " وبلفظ " إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه " .



الخدمات العلمية