الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7603 - ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن (طس) عن ابن عمرو . (ض)

التالي السابق


(ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن) هذا تعظيم للمؤمن ورفع لشأنه ، وتأهيل لكرامة سنية ، وإظهار لفضيلة سابقة ومزية ، كيف وقد فضله الله على سائر المخلوقات ؟ وما يرى فيه من النقائص: كالشهوة والحرص والبخل ، فهي مواد الكمال ومبادئه ، فإن العفة نتيجة الشهوة ، والسخاء نتيجة البخل ، لأنهما طرفا الإفراط والتفريط ، والتبذير والإمساك والحرص نتيجة الترقي إلى منتهى بغيته ، وروى النجم الكبرى في فوائح الجمال عن الجوزقاني قال: صعدت إلى العرش فطفته ألف طوفة ، فرأيت الملائكة يطوفون مطمئنين ، فعجبوا من سرعة طوافي ، فقلت: ما هذه البرودة في الطواف ؟ قالوا: نحن أنوار لا نقدر أن نجاوزه ، فما هذه السرعة فيك ؟ قلت: أنا آدمي ، وفي نور ونار ، وهذه السرعة من نتائج نار الأشواق

[تنبيه] قال التونسي: اللطيفة الإنسانية في غاية الشرف والعظم ، ألا ترى إلى قوله سبحانه ولقد كرمنا بني آدم فأكد التكرمة بالقسم ، وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى: " ابن آدم: خلقت الأشياء من أجلك ، وخلقتك من أجلي ، الأكوان لك عبيد سخرت ، وأنت عبد الحضرة ". وقال بعض العارفين: نهاية الأكوان الإنسان ، ولهذا لم يرض سبحانه لأهل الجنة بمنازل الجنان ، حتى زادهم فيها النظر إلى وجهه في حضرة الإحسان ، فالإنسان بيت القصيد من المقصود ، وإليه كل معنى بالحقيقة يعود ، لأنه النسخة الكاملة والصحيفة التي هي لكل الحقائق شاملة كما قيل


وتحسب أنك جرم صغير . . . وفيك انطوى العالم الأكبر



فهو العين المقصودة في العالم ، لكونه مجمعا لما تفرق فيه ، فهو كلي صغير ، وفيه كل ما في العالم

(طس عن ابن عمرو) بن العاص، قال الهيثمي : فيه عبيد الله بن تمام ، وهو ضعيف جدا اه. لكن يشهد له ما في أوسط الطبراني عن ابن عمرو أيضا: أن المصطفى صلى الله عليه وسلم نظر للكعبة فقال: لقد شرفك الله وكرمك وعظمك ، والمؤمن أعظم حرمة منك ، وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وما فيه أيضا عن جابر : لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها بوجهه وقال: أنت حرام ، ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك ، وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن ، وفيه محمد بن محيصن كذاب ، لكن تعدد الطرق دل على أن للحديث أصلا.



الخدمات العلمية