الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 203 ]

قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا .

[76] ولذلك قال موسى : إن سألتك عن شيء بعدها بعد هذه المرة .

فلا تصاحبني وفارقني . قرأ روح عن يعقوب بخلاف عنه : (تصحبني ) بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء بغير ألف ؛ من الصحبة ، وقرأ الباقون : (تصاحبني ) بالألف وضم التاء وكسر الحاء ؛ أي : لا تصحبني نفسك ، ولا تزودني شيئا من علمك .

قد بلغت من لدني عذرا قرأ نافع وأبو جعفر : (لدني ) بضم الدال وتخفيف النون ، وروى أبو بكر عن عاصم : بتخفيف النون وإشمام الدال الضم بعد إسكانها ، وقرأ الباقون : بضم الدال وتشديد النون ، فالقراءة بالتخفيف بحذف النون الأصلية ، والإتيان بنون الوقاية ، ومن شدد أدخل نون الوقاية على الأصلية ، فأدغم . المعنى : قد اتضح عذرك عندي في مفارقتي ؛ لأني لم أحفظ وصيتك . [ ص: 204 ]

قال - صلى الله عليه وسلم - : "يرحم الله أخي موسى ، استحيا فقال ذلك" .

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "رحمة الله علينا وعلى موسى -وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه- لولا أنه عجل ، لرأى العجب ، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة قال : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فلو صبر ، لرأى العجب" .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية