الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .

[112] ثم ضرب مثلا بمن أنعم عليه فلم يشكر ، وأبطرته النعمة فكفر ، فقال : وضرب الله مثلا قرية هي مكة كانت آمنة لا يهاج أهلها ، [ ص: 62 ] ولا يغار عليها مطمئنة لا ينتقلون منها إلى غيرها ؛ لحسنها .

يأتيها رزقها رغدا واسعا من كل مكان يحمل إليها من البر والبحر .

فكفرت بأنعم الله جمع نعمة ، روي أن أهلها كانوا يستنجون بالخبز .

فأذاقها الله أي : أهلها لباس الجوع أي : ابتلاهم به حتى أكلوا الجيف والكلاب الميتة ، حتى كان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى شبه الدخان من الجوع .

والخوف بشن الغارات عليهم من بعوث النبي - صلى الله عليه وسلم - وسراياه التي كانت تطيف بهم .

بما كانوا يصنعون ولما كان الخوف يتغشاهم من كل جانب تغشي الثوب للابس ، استعار اللباس له ، فكأن اللباس قد صار جوعا وخوفا ؛ كأنه قال : فأذاقهم الله ما يتغشاهم من الجوع والخوف .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية