الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد [الحج : 2] .

[2] يوم ترونها يعني : الزلزلة تذهل تشغل كل مرضعة عما أرضعت من الولد ، فتترك إرضاعه في حال إلقامه ثديها ؛ لشدة الأمر .

وتضع كل ذات حمل أي : حبلى حملها ولدها قبل تمامه ، والحمل -بالفتح- : ما تحمله الإناث ، و -بالكسر- : ما يحمل على الظهر والرأس ، والتلاوة بالأول ، وهذا دليل لمن قال : إن الزلزلة تكون في الدنيا ؛ لأن بعد البعث لا يكون حبل ، ومن قال : هي في القيامة ، جعل ذلك تهويلا لشأنها ، يعني : لو فرض ثم حامل ، لوضعت .

وترى الناس سكارى تشبيه لهم من الخوف . قرأ أبو عمرو : (الناس سكارى ) بإدغام السين في السين وما هم بسكارى السكر الحقيقي الذي هو من الخمر . قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : (سكرى ) بفتح السين وإسكان الكاف من غير ألف فيها . وقرأ الباقون : بضم السين وفتح الكاف وألف بعدها ، وهما لغتان لجمع السكران ؛ مثل : كسلى وكسالى ، وقرأ [ ص: 401 ] أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف : بالإمالة فيهما ، واختلف عن ورش وابن ذكوان في الإمالة والفتح .

ولكن عذاب الله شديد فأرهقهم هوله بحيث طير عقولهم ، وأذهب تمييزهم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية