الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون [الأنبياء : 58] .

[58] ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة ، وكانوا قد وضعوا طعامهم لدى أصنامهم زعموا التبرك عليه ، فإذا رجعوا ، أكلوه ، فلما لم يبق عندهم أحد ، أخذ الفأس ودخل عليهم ، والطعام لديهم ، وقال استهزاء بهم : ألا تأكلون [الصافات : 91] ، فلم يجيبوه ، فأكب عليهم به .

فجعلهم جذاذا فتاتا . قرأ الكسائي : بكسر الجيم ، والباقون : بضمها ، وهما لغتان معناهما واحد ، وقوله : فجعلهم ونحوه معاملة للأصنام بحال من يعقل ؛ من حيث كانت تعبد وتنزل منزلة من يعقل . [ ص: 365 ]

إلا كبيرا لهم أي : كسر جميع الأصنام إلا كبيرها ؛ فإنه تركه ولم يكسره ، وعلق الفأس في عنقه .

لعلهم إليه إلى الأصنام ؛ أي : الصنم الأعظم .

يرجعون فيسألونه عن كاسرها ، وهذا تبكيت لهم ، وإثبات للحجة عليهم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية