الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 222 ] قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا [الكهف : 98] .

[98] فلما فرغ منه قال هذا أي : السد رحمة من ربي علي وعليكم ؛ لعدم خروجهم بسببه فإذا جاء وعد ربي أي : وقت خروجهم .

جعله دكاء قرأ الكوفيون : (دكاء ) بالمد والهمز من غير تنوين ؛ أي : أرضا ملساء ، والباقون : بالتنوين من غير همز ؛ أي : مستويا مع وجه الأرض .

وكان وعد ربي حقا واجبا بالثواب والعقاب وغيرهما ، هذا آخر كلام ذي القرنين .

روي أنهم يحفرون كل يوم الردم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا ، فستحفرونه غدا ، فيعيده الله كما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم ، حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ، فيعودون وهو كهيئته ، فيحفرونه ، ويخرجون ، مقدمتهم بالشام ، وساقتهم بخراسان ، فيشربون المياه ، وينحصر الناس منهم في حصونهم ، ولا يقدرون على إتيان مكة والمدينة وبيت المقدس ، ويرمون بسهامهم إلى السماء ، فترجع كهيئة الدم ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وعلونا أهل السماء ، فيرسل الله تعالى عليهم دودا في أعناقهم ، فيهلكون جميعا ، فيرسل الله عليهم طيرا ، فتلقيهم في البحر ، ويرسل مطرا يغسل الأرض ، وخروجهم يكون بعد خروج الدجال وقتل عيسى إياه .

التالي السابق


الخدمات العلمية