الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري [طه : 87] .

[87] قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا أي : باختيارنا . قرأ نافع ، وأبو جعفر ، وعاصم : (بملكنا ) بفتح الميم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف : بضمها ، والباقون : بكسرها ، وكلها لغات بمعنى واحد ، وقيل : ضم [ ص: 317 ] الميم معناه : لم يكن لنا ملك ، فنخلف موعدك بقوته وسلطانه ، وإنما أخلفناه بنظر أدى إليه ما فعل السامري ، وفتح الميم من (ملك ) ، والمعنى : ما فعلنا ذلك بأنا ملكنا الصواب ، ولا وفقنا له ، بل غلبتنا أنفسنا ، وكسر الميم قد أكثر استعماله فيما تحوزه اليد ، ومعناها كالتي قبلها .

ولكنا حملنا قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وأبو بكر عن عاصم ، وروح عن يعقوب : (حملنا ) بفتح الحاء والميم مخففة ؛ أي : حملنا نحن . وقرأ الباقون : بضم الحاء وكسر الميم مشددة مجهولا ؛ أي : حملنا غيرنا .

أوزارا أثقالا من زينة القوم من حلي قوم فرعون كانوا استعاروها بسبب عرس ، فبقيت عندهم ، وكانت معهم حين خرجوا من مصر .

فقذفناها أي : طرحنا الحلي في حفيرة .

فكذلك أي : إلقاء مثل إلقائهم .

ألقى السامري ما معه من الحلي .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية