الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا [الكهف : 86] .

[86] حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة قرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، وحفص عن عاصم : (حمئة ) بغير ألف بعد الحاء وهمز الياء ؛ أي : ذات حمأة ، وهو الطين الأسود ، وقرأ الباقون : (حامية ) بالألف وفتح الياء من غير همز ، أي : حارة ، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين .

وسأل معاوية كعب الأحبار : كيف تجد الشمس تغرب ؟ قال : في ماء وطين ، كذلك نجده في التوراة .

ووجد عندها أي : عند تلك العين . [ ص: 214 ]

قوما كافرين ، لباسهم جلود الوحش ، وطعامهم ما لفظه البحر ، فخيره الله بين أن يعذبهم ، أو يدعوهم إلى الإيمان كما قال تعالى :

قلنا يا ذا القرنين والمراد منه : الإلهام ، لأنه لم يكن نبيا على الأصح إما أن تعذب يعني : إما أن تقتلهم إن لم يدخلوا في الإسلام .

وإما أن تتخذ فيهم حسنا عفوا ؛ أي : خيرناك في قتل من لم يؤمن ، وفي العفو عنه ، أو الأسر بشرط الإيمان .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية