الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا .

[77] فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية هي إنطاكية استطعما أهلها طلبا منهم ضيافة ، وأعاد ذكر الأهل تأكيدا فأبوا أن يضيفوهما امتنعوا من إطعامهما .

قال قتادة : شر القرى التي لا تضيف الضيف .

وعن أبي هريرة قال : أطعمتهما امرأة من أهل بربر بعد أن طلبا من الرجال فلم يطعموهما ، فدعا لنسائهم ، ولعن رجالهم . [ ص: 205 ]

ومذهب أحمد : يجب على المسلم ضيافة المسلم المجتاز به يوما وليلة بشرط أن يكون مجتازا في قرية لا مصر ، فإن أبى ، فللضيف طلبه به عند الحاكم ، فإن تعذر ، جاز له الأخذ من ماله ، ومن مر بثمر في شجر لا حائط عليه ولا ناظر ، فله أن يأكل منه ولا يحمل ، وكذا الحكم في الزرع ، ولبن في الماشية ، وهذا من مفردات مذهبه ؛ خلافا للثلاثة .

فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض يسقط ، هذا من مجاز كلام العرب ؛ لأن الجدار لا إرادة له ، وإنما معناه : قرب ودنا من السقوط ، وكان الخضر رأى حائطا ارتفاعه مئة ذراع قد قارب السقوط ، فمسحه بيده .

فأقامه عدله قال موسى :

قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قرأ أبو عمرو ، وابن كثير ، ويعقوب : (لتخذت ) بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء من غير ألف وصل ؛ من تخذ يتخذ : عمل شيئا ، على وزن لعلمت ، فابن كثير ، ورويس عن يعقوب يظهران الذال عند التاء ، وأبو عمرو يدغمها ، وقرأ الباقون : بتشديد التاء الأولى وفتح الخاء وألف وصل ، وزن لاكتسبت ، فيكون اتخذ افتعل ، فحفص عن عاصم يظهر الذال ، والباقون يدغمونها ، وهما لغتان ، مثل اتبع وتبع ، المعنى : أن موسى قال للخضر : قد علمت حاجتنا إلى الطعام ، فلو طلبت على عملك جعلا ، لدفعنا به ألم الجوع .

التالي السابق


الخدمات العلمية