الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين .

[6] ولما نزلت هذه الآية في الذين يرمون المحصنات ، تناول ظاهرها الأزواج وغيرهن ، فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله! إن وجدت مع امرأتي رجلا ، أمهله حتى آتي بأربعة شهداء! والله لأضربنه بالسيف غير مصفح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني" ، ثم جاء بعد ذلك هلال بن أمية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فرمى زوجته خولة بشريك بن سمحاء ، فعزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ضربه حد القذف ، فنزل قوله تعالى :

والذين يرمون أزواجهم
أي : يقذفون نساءهم ولم يكن لهم شهداء يشهدون على صحة ما قالوا إلا أنفسهم أي : غير أنفسهم . واختلاف [ ص: 509 ] القراء في الهمزتين من (شهداء إلا ) كاختلافهم فيهما من نشاء إلى أجل مسمى في سورة الحج .

فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله ليدرأ عنه الحد إنه لمن الصادقين قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص عن عاصم : (أربع شهادات ) برفع العين على خبر الابتداء (فشهادة أحدهم ) التي تدرأ الحد (أربع شهادات ) ، وقرأ الباقون : بالنصب ؛ أي : فشهادة أحدهم أن يشهد أربع شهادات بالله .

التالي السابق


الخدمات العلمية