الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال : إذا ولدت المكترية جبر على حمل ولدها لأنه العادة .

                                                                                                                قال : إذا هرب فأنفقت على دابته أو اكتريت من يرحلها فلك الرجوع عليه ; لأنك قمت عنه بواجب ، ولو هرب بالدابة اكترى لك الإمام عليه ، ورجعت بذلك عليه كالشرط ، وإن تغيب يوم خروجك ثم لقيته فليس لك إلا الركوب أو الحمل في كل كراء مضمون ; لأنه في ذمته إلا الحج يفسخ ; لأن إبانه كالشرط . قال غيره : ولو رفع غير الحج الإمام فسخ ما فيه ضرر ، قال ابن يونس : إذا هرب بدابته إنما يكري عليه الإمام إذا كان له مال ، وفي الكتاب : إن هربت أنت أكرى لك الإمام وأخذ الجمال من ذلك أجرته وإلا اتبعك بالكراء ، وكذلك إن أكرى على متاع عبد وكيلك ببلد ولم يجد الوكيل انتظر بغير ضرر ، فإن جاء وإلا أكرى الدابة ، فإن تعذر فله الكراء ; لأن التعذر من قبلك ، فإن رجع ولم يرفع ذلك للسلطان ، وفي البلد سلطان رجع ثانية ; لأنه [ ص: 484 ] متهم ، وإن لم يكن في البلد سلطان انتظر أياما ، وأشهد ، فإن وجد الكراء وانصرف ولم يكر ولم يرفع للإمام فلا شيء له إذا كان الكراء ممكنا إلى البلد الذي أكرى إليه ، وإن تعذر الكراء وجهل إعلام الإمام لا يبطل عمله ، قال ابن يونس : لا يقبل عدم الكراء ثمت إلا بسبب ، قال محمد : ولو أكراها بغير إعلام الإمام ورضيت بذلك وقد نقدته لم يجز ; لأنه في معنى سلف بزيادة ، وإن لم ينقده جاز ، وإن لم يرض إلا بالكراء الأول ، فإن أكراها لنفسه ولم يرفع للإمام وثم إمام فلك أخذ الفضل .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية