الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال ابن يونس : قال مالك : إذا حملوا أطعمتهم مخلوطة لا يمكن أحدهم من بيع حصته في الطريق إلا برضا أصحابه ; لأن أسفل السفينة يفسد الطعام ، فيقتسمون الجيد والرديء ، فإن رضوا أن لا يباع لهم إن وجدوا فسادا ، وإذا فسد بعضهما وهي بحواجز غير مشتركة ، ثم زالت الحواجز واختلطت اشترك الجمع في الجميع ، وإذا مر أحد الشركاء بمنزلة فله أخذ مكيلة طعامه لينزله ، ولا رجوع لهم عليه إذا غرقت السفينة ، أذنوا له أم لا ; لأنها ضرورة ، وليس عليه أن يذهب معهم ثم يرجع لمنزله إلا أن ينقص الكيل فيرجعوا عليه بحصة ذلك إن ابتل قبل نزوله عنهم ، وللواصل إلى موضعه أخذ رحله إلا أن يكون تحت رحالهم ويضربهم ، فلهم منعه .

                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال أبو محمد : إذا تبين لهم بعد وسق الطعام أنه أكثر من الوسق فأنزلوا بعضه فأخذه بعضهم في حصته ، وبعضهم غائب ، مشارك للأخذ بقدر نصيبه لأنه لم يرض بالقسمة ، فإن باع الآخذ فللغائب إجازة البيع ، فإن [ ص: 491 ] أوسقوا أمتعة وظهر أنها أكثر من الوسق فتنازعوا أيهم ينزل ، فإن علم أيهم الآخر الزائد على الوسق أنزل لكونه أوسق ما لا يجوز ، وإلا أنزل من كل واحد منهم ما يخصه .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية