الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            العروج الحضاري بين مالك بن نبي وفتح الله جولن

            الأستاذ الدكتور / فؤاد عبد الرحمن البنا

            خامسا: الموازنة في رسم (استراتيجية العروج) بين العيش في الأرض واستشراف السماء:

            خلق الله الإنسان من طينة الأرض ونفخ فيه من روحه، فيكون العنصر الأرضي قاعدة (الواقع) الذي يعيش فيه، ويمثل العنصر السماوي (المثال) الذي يتطلـع إليه، فلا تجـذبه الأرض إلى دركة الحيوان، حيث لا عقل ولا أخلاق ولا قيم، ولا تشده السماء إلى درجة الملائكة، حيث لا غرائز ولا مطالب ولا تقلب بين الطاعة والمعصية، إذ أن باب العبور من الضعف إلى القوة، من السقوط إلى الصعود، من المعصية إلى الطاعة، هو باب التوبة المفتوح حتى (غروب) شمس الإنسان و (طلوع) شمس الكون من المغرب!

            ومن قراءة كتب جولن نراه صاحب رؤية ثاقبة في قراءته للواقع مع إدراكه التام للمثل الإسلامية، ومن ثم فقد كان عادلا في توزيع خارطة المثل الواقعية بين السماء والأرض.

            وستتأكد هذه الرؤية من خلال النقاط الآتية:

            التالي السابق


            الخدمات العلمية