الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4172 426 - حدثنا مسلم، حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه جعل يقول: في الرفيق الأعلى.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث عائشة عن مسلم بن إبراهيم الأزدي القصاب البصري.

                                                                                                                                                                                  قوله: (في الرفيق الأعلى) قال الجوهري: الرفيق الأعلى الجنة، وكذا روي عن ابن إسحاق، وقيل: الرفيق اسم جنس يشمل الواحد وما فوقه، والمراد به الأنبياء عليهم السلام، ومن ذكر في الآية، وقال الخطابي: الرفيق الأعلى هو الصاحب المرافق، وهو هاهنا بمعنى الرفقاء يعني الملائكة، وقال الكرماني: الظاهر أنه معهود من قوله تعالى وحسن أولئك رفيقا أي أدخلني في جملة أهل الجنة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والحديث المتقدم يشهد بذلك، وقيل: المراد بالرفيق الأعلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنه رفيق بعباده، وغلط الأزهري قائل ذلك، وقيل: أراد رفق الرفيق، وقيل: أراد مرتفق الجنة، وقال الداودي: هو اسم لكل ما سما، وقال: الأعلى؛ لأن الجنة فوق ذلك، وفي التلويح: والمفسرون ينكرون قوله ويقولون: إنه صحف الرقيع بالقاف، والرقيع من أسماء السماء، ورد على هذا بما روي من الأحاديث التي فيها الرفيق، منها حديث رواه أحمد من رواية المطلب عن عائشة: "مع الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم إلى قوله: رفيقا" ومنها حديث رواه النسائي من رواية أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه، وفيه فقال: أسأل الله الرفيق الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل، ومنها رواية الزهري في الرفيق الأعلى، ورواية عباد عن عائشة: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى" وفي رواية عن ذكوان عن عائشة: فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض، ورواية ابن أبي مليكة عن عائشة "وقال: في الرفيق الأعلى" وعن الواقدي: إن أول كلمة تكلم بها صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع عند حليمة: "الله أكبر" وآخر كلمة تكلم بها كما في حديث عائشة: "في الرفيق الأعلى" وروى الحاكم من حديث أنس: "إن آخر ما تكلم به: جلال ربي الرفيع".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية