الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4169 [ ص: 63 ] 423 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت رجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا. قال عبيد الله: فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث ابن عباس المذكور.

                                                                                                                                                                                  قوله: (لما حضر) بضم الحاء المهملة، وكسر الضاد المعجمة على صيغة المجهول يقال: حضر فلان واحتضر إذا دنا موته، وقال ابن الأثير: وروي بالخاء المعجمة، وقيل: هو تصحيف.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وفي البيت رجال) أي والحال أن في بيت النبي صلى الله عليه وسلم رجالا من الصحابة، ولم يرد أهل بيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (لا تضلوا) ويروى لا تضلون بنون الجمع على اختلاف كلمة لا، فإن كانت لا الناهية فتترك النون، وإن كانت لا للنفي فبالنون.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قوموا) أي قوموا عني، وهكذا هو في رواية ابن سعد.

                                                                                                                                                                                  قوله: (إن الرزية) بفتح الراء، وكسر الزاي، وتشديد الياء: المصيبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولغطهم) اللغط بفتح الغين المعجمة، وبالطاء المهملة الصوت والصياح.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية