الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4291 88 - حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت لا تحسبن الذين يفرحون الآية

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وهي أيضا في بيان سبب نزول الآية المذكورة، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير المدني، وعطاء بن يسار ضد اليمين.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في التوبة عن الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن سهل كلاهما عن سعيد بن أبي مريم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بمقعدهم" أي بقعودهم وهو مصدر ميمي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فنزلت" يعني هذه الآية وهي لا تحسبن الذين يفرحون الآية، هكذا ذكر أبو سعيد الخدري أن سبب نزول هذه الآية هو ما ذكره، وذكر أحمد عن ابن عباس أنه قال: إنما نزلت في أهل الكتاب على ما يجيء الآن، وقال القرطبي: نزلت في الفريقين جميعا، وذكر الفراء أنها نزلت في قول اليهود: نحن أهل الكتاب الأول والصلاة والطاعة، ومع ذلك لا يقرون بمحمد، فنزلت ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وعموم اللفظ يتناول كل من أتى بحسنة ففرح بها فرح إعجاب، وأحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه بما ليس فيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية