الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  مجراها مدفعها، وهو مصدر أجريت، وأرسيت حبست، ويقرأ مرساها من رست هي، ومجراها من جرت هي، ومجريها ومرسيها من فعل بها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها وفسر مجراها بضم الميم الذي هو قراءة الجمهور بقوله "مدفعها" وأراد به مسيرها، وعن ابن عباس: مجراها حيث تجري، ومرساها حيث ترسي.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وهو مصدر أجريت) أراد به المصدر الميمي، والمصدر على بابه من أجريت إجراء.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وأرسيت حبست) أي معنى أرسيت حبست.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ويقرأ مرساها" يعني بفتح الميم، وهي قراءة الكوفيين حمزة والكسائي، وحفص عن عاصم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من رست) أي أن مرساها بفتح الميم مأخوذ من رست أي السفينة إذا ركدت واستقرت، وكذلك مجراها بفتح الميم من جرت هي أي من جرت تجري جريا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ومجريها ومرسيها) يعني تقرأ بضم الميم فيهما، وهي قراءة يحيى بن وثاب، والمعنى: الله مجريها ومرسيها (فالأول) من الإجراء (والثاني) من الإرساء.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من فعل بها) بصيغة المعلوم والمجهول، يرجع إلى القراءتين ففي قراءة بفتح الميم بصيغة المعلوم، وفي قراءة بلفظ الفاعل بصيغة المجهول.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية