الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  جفاء أجفأت القدر إذا غلت فعلاها الزبد ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة، فكذلك يميز الحق من الباطل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء وفسر الجفاء بقوله: "أجفأت القدر" إلى آخره، وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: أجفأت القدر، وذلك إذا غلت وانصب زبدها، فإذا سكنت لم يبق منه شيء، ونقل الطبري عن بعض أهل اللغة أن معنى قوله: فيذهب جفاء: تنشفه الأرض، يقال جفأ الوادي وأجفأ بمعنى نشف.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فكذلك يميز الحق من الباطل) في الحقيقة إشارة إلى قوله تعالى في أثناء الآيات المذكورة: "كذلك يضرب الله الحق والباطل" وأوضح ذلك بقوله فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ومعنى قول البخاري: فكذلك أي فكما ميز الله الزبد الذي يبقى من الذي لا يبقى ولا ينتفع به، ميز الحق الذي يبقى ويستمر من الباطل الذي لا أصل له ولا يبقى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية