الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والتحقيق أن الإيمان الباطن المنجي من عذاب الله لا بد فيه من قول القلب ، وعمل القلب ، فلا بد فيه من حب الله ورسوله ، ولهذا أطلق أكثر السلف القول بأن الإيمان قول وعمل .

وإذا كان القلب فيه تصديق للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبة تامة له فلا بد أن يظهر ذلك على الجسد ، فإن الإرادة الجازمة مع وجود القدرة تستلزم وجود المقدور ، والمحبة الجازمة تتضمن الإرادة الجازمة لتعظيم الرسول وتوقيره . فإذا كان قادرا على ذلك امتنع أن يصدر منه موالاة من عادى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف يصدر منه شتمه وضربه وقتله طائعا غير مكره؟

وإذا كان كذلك فمعلوم أن الذنوب كالزنا والسرقة وشرب الخمر تتضمن شهوة ذلك ومحبته ، فحب الشهوات من الصور والمطاعم والأموال يوقعه في الزنا والشرب والسرقة . وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 248 ] "أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان : الفم والفرج ، وأكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله وحسن الخلق" .

التالي السابق


الخدمات العلمية