الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 389 ] يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد .

[30] يوم أي: واذكر يوم نقول لجهنم استفهام توبيخ لداخليها، وتصديق لقوله تعالى لأملأن جهنم [الأعراف: 18].

هل امتلأت فتجيب مستفهمة تأدبا، وليكون الجواب وفق السؤال وتقول هل من مزيد زيادة. قرأ نافع، وأبو بكر عن عاصم: (يوم يقول) بالياء; أي: يقول الله، وقرأ الباقون: بالنون التي للعظمة، واختلف الناس هل يقع التقرير وهي قد امتلأت، أو هي لم تمتلئ بعد؟ فقال بكل وجه جماعة من المتأولين، وبحسب ذلك تأولوا قولها: هل من مزيد ، فمن قال: إنها تكون ملأى، جعل قولها: هل من مزيد على معنى التقرير ونفي المزيد; أي: وهل عندي موضع يزاد فيه شيء؟ وهو قول عطاء، ومجاهد، ومن قال: إنها تكون غير ملأى، جعل قولها: هل من مزيد على معنى السؤال والرغبة بالزيادة، وهو قول ابن عباس.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول قط قط وعزتك، وتزوي بعضها إلى بعض، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خلقا فيسكنه فضول الجنة" وقوله: قط قط: حسبي حسبي.

التالي السابق


الخدمات العلمية