الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأنه أهلك عادا الأولى .

[50] وأنه أهلك عادا الأولى قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو، ويعقوب: (عاد الأولى) بإدغام التنوين في اللام وتشديدها مضمومة بلا همز بعدها، على أنهم لم يحركوا التنوين; لالتقاء الساكنين، بل أدغموه في لام التعريف بعد أن حركوا اللام بحركة الهمزة التي هي فاء الفعل حتى ساغ [ ص: 452 ] الإدغام فيه، وقرأ الباقون وهم: ابن كثير، والكوفيون، وابن عامر: بكسر التنوين; لاجتماع الساكنين، وإسكان اللام، وتحقيق الهمزة بعدها، وهذا حكم الوصل، وأما حكم الابتداء، فيجوز في مذهب أبي عمرو، ويعقوب، وقالون، وأبي جعفر إذا لم يهمزوا الواو ثلاثة أوجه: (ألولى) بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها، الثاني: (لولى) بضم اللام وحذف همزة الوصل قبلها؛ اكتفاء عنها بتلك الحركة، الثالث: (الأولى) ترد الكلمة إلى أصلها، فتأتي بهمزة الوصل وإسكان اللام وتحقيق الهمزة المضمومة بعدها، وعن قالون في الابتداء بها في وجه همز الواو [ثلاثة أوجه: الأول: (الؤلى) بهمزة الوصل وضم اللام وهمزة ساكنة على الواو] ، والثاني: (لؤلى) بضم اللام وحذف همزة الوصل وهمز الواو، الثالث: (الأولى) كوجه أبي عمرو الثالث، وعن أبي جعفر في هذه الأوجه الثلاثة خلاف، وكلهم يقف على (عادا) بالألف; لأنها بدل من التنوين; لأنه اسم رجل، وعاد الأولى هم قوم هود، أهلكوا بريح صرصر، وكان لهم عقب، فكانوا عادا الأولى.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية