الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير .

[10] وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله وأنتم تموتون وتتركون أموالكم ولله ميراث السماوات والأرض فيه زيادة تذكير بالله وعبرة، ثم بين فضل من سبق بالإنفاق في سبيل الله والجهاد فقال: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل نزلت بسبب أن جماعة من الصحابة أنفقوا نفقات كثيرة حتى قال ناس: هؤلاء أعظم أجرا من كل من أنفق قديما، فنزلت الآية مبينة أن النفقة قبل الفتح أعظم أجرا، والمراد: فتح مكة الذي أزال الهجرة، وهذا هو المشهور الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن [ ص: 533 ] جهاد ونية" وروي أنها نزلت في أبي بكر -رضي الله عنه- ونفقاته.

أولئك المنفقون قبل الفتح أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا أي: من بعد الفتح.

وكلا من الفريقين وعد الله المثوبة الحسنى وهي الجنة.

قرأ ابن عامر: (وكل) بالرفع مبتدأ، خبره (وعد)، وكذلك هو في المصاحف الشامية وقرأ الباقون: بالنصب، وكذلك هو في مصاحفهم، وهي الوجه; لأن وعد ليس يعوقه عائق عن أن ينصب المفعول المتقدم.

والله بما تعملون خبير يعلم ظاهره وباطنه فيجازيكم عليه.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية