الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                في النوادر عن مالك : إذا قسم بأمر القاضي فأنفذه القاضي أو أشهد به تجوز شهادة هذا القاسم بينهم إذا اختلفوا إن ذكر الحاكم أنه أمره بذلك وتكفي شهادته وحده ، وقاله ( ش ) ، وقال عبد الملك : وكذلك كل ما لا يباشره القاضي من الفعل كالإحلاف والكتابة والنظر للغائبين ؛ لأن فعل نائبه كفعله كانوا مرتزقين أم لا . قال ابن حبيب : فإن لم يكن الحاكم أمره ، وإنما أمره من خرج من الحاكم أو الشركة امتنعت شهادته ولو مع غيره ، وقاله ( ش ) ؛ لأنها على فعل نفسه ، وسمع ( ح ) شهادته دون قوله ، وقال ابن حنبل : تقبل شهادته إلا أن يكون تاجرا فتتأكد التهمة بتحصيل الأجرة ، وتنفذ عن الحاكم ، ويحتاج عندنا إلى اثنين غيره إن القاضي أمره أو ارتضاه الورثة وألزموا أنفسهم قسمه بعد القسم ، وكذلك العاقد والمحلف ومن ذكر معهم ، ولا تجوز شهادتهم عند غير الذي أمرهم ولا وحدهم ولا مع غيرهم للتهمة في تصحيح أفعالهم كما لا تجوز شهادة القاضي المعزول فيما يذكر أنه حكم به فلان ، وهذا تفسير قول مالك ، وقال سحنون : تمتنع شهادة قاسمين وإن استنابهم الحاكم للتهمة .

                                                                                                                [ ص: 190 ] فرع

                                                                                                                قال الأبهري : يخير الإمام الشركة فيمن يقسم بينهم ويقدم من يرضوه إن كان رضى ؛ لأنه أصلح لذات البين وأقرب لمصلحتهم .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية