الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27295 4251 - (8602) - (2\350) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن رجلا من بني إسرائيل قال: لأتصدقن الليلة بمالي، فخرج به، فوضعه في يد زانية، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق على فلانة الزانية.

ثم خرج بمال أيضا، فوضعه في يد سارق، فأصبح أهل المدينة يتحدثون: تصدق على فلان السارق.

ثم خرج بمال أيضا، فوضعه في يد رجل غني، وقال: لو شئت لقلت:

لا يدري حيث وضعه.

فرجع الرجل إلى نفسه، فقال: وضعت صدقتي عند زانية، ثم وضعتها عند سارق، ثم وضعتها عند غني فأري في المنام: إن صدقتك قد قبلت، أما الزانية، فلعلها تعفف عن زناها، وأما السارق، فلعله يغنيه عن السرق، وأما الغني، فلعله يعتبر في ماله".


التالي السابق


* قوله : "وقال: لو شئت": بالخطاب لنفسه، والمراد: تقدير أنه وضعه حيث لا يدري أنه المصرف أم لا؛ أي: لو قلت هذا، فإنك فيه صادق.

* قوله : "فرجع الرجل. . . إلخ ": فيه اختصار؛ أي: فحدث الناس أنه تصدق على غني، فظهر له أنه تصدق في غير مصرفه.

* "وضعت": بصيغة التكلم، ويحتمل الخطاب على بعد على أنه يخاطب نفسه ويلومها، والله تعالى أعلم.






الخدمات العلمية