الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10914 4981 - (11307) - (3\35 - 36) عن ربيعة بن يزيد، قال: حدثني قزعة، قال: أتيت أبا سعيد وهو مكثور عليه، فلما تفرق الناس عنه، قلت: إني لا أسألك عما

[ ص: 468 ]

سألك هؤلاء عنه، قلت: أسألك عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لك في ذلك من خير، فأعادها عليه، فقال: كانت صلاة الظهر تقام، فينطلق أحدنا إلى البقيع، فيقضي حاجته، ثم يأتي أهله فيتوضأ، ثم يرجع إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى.

قال: وسألته عن الزكاة، فقال: لا أدري أرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟: "في مائتي درهم خمسة دراهم، وفي أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة ، ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت، ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة، فإذا زادت، ففي كل مائة شاة، وفي الإبل في خمس شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين، فإذا زادت واحدة، ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة، ففيها حقة إلى ستين، فإذا زادت واحدة، ففيها جذعة إلى خمس وسبعين، فإذا زادت واحدة، ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فإذا زادت واحدة، ففيها حقتان إلى عشرين ومائة، فإذا زادت، ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون".

وسألته عن الصوم في السفر، قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم"، فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: "إنكم مصبحي عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا"، فكانت عزيمة، فأفطرنا، ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر.


التالي السابق


* قوله : "ما لك في ذلك"؛ أي: في علم صلاته.

* "من خير": لأن العلم للعمل، وإلا، يصر حجة على صاحبه، فلما لم يمكن العمل بعلمه، فلا خير للإنسان في تعلمه.

* "إنكم مصبحي عدوكم": من صبح - بالتشديد - ، ثم الظاهر: مصبحو

[ ص: 469 ]

عدوكم كما في بعض النسخ، ولعل النصب بتقدير: صرتم مصبحي عدوكم.

* "بعد ذلك في السفر"؛ يريد: أن ذاك العزم كان مخصوصا بذاك السفر، فالصوم في السفر جائز، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية