الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8897 [ ص: 187 ] 4480 - (9142) - (2\396) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير البرية؟"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، كلما كانت هيعة، استوى عليه، ألا أخبركم بالذي يليه؟"، قالوا: بلى، قال: "رجل في ثلة من غنمه، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ألا أخبركم بشر البرية؟"، قالوا: بلى، قال: "الذي يسأل بالله ولا يعطي به".

التالي السابق


* قوله: "رجل آخذ": على صيغة الفاعل، أو الماضي: كناية عن مداومة الانتظار للجهاد والاستعداد له.

* "كانت هيعة"؛ أي: وجدت هيعة، فـ"كان" تامة، و"هيعة" بالرفع، والهيعة بفتح فسكون: صوت يفزع منه ويخاف، والمراد: صياح العدو.

* "استوى "؛ أي: ركب.

* "الرجل في ثلة"؛ المراد به: المعتزل عن الناس.

* "الذي يسأل بالله": الوجه أن يجعل على بناء الفاعل؛ أي: الذي يجمع بين القبيحين؛ أحدهما: السؤال بالله، والثاني: عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى، فما يراعي حرمة اسمه تعالى في الوقتين، وأما جعله مبنيا للمفعول، فبعيد؛ إذ لا صنع للعبد في أن يسأله السائل بالله، فلا وجه للجمع بينه وبين ترك الإعطاء، والظاهر حينئذ أن يقال: الذي يسأل بالله فلا يعطى، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية