الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10673 [ ص: 367 ] 4808 - (11057) - (3\8) عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج، إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف رجل قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا".

التالي السابق


* قوله : "عن يحنس": هو بضم الياء وفتح الحاء وتشديد النون مكسورة أو مفتوحة.

* قوله : "بالعرج": هو بفتح عين مهملة وسكون راء وبجيم: قرية جامعة من عمل الفرع على نحو ثمانية وسبعين ميلا من المدينة.

* "ينشد": من إنشاد الشعر.

* "خذوا الشيطان": استدل به من يقول بكراهة الشعر مطلقا؛ حيث سمى النبي صلى الله عليه وسلم الشاعر شيطانا، والجمهور على أنه كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وأجابوا عن التسمية بأن لعله كان كافرا، أو كان الشعر غالبا عليه، أو كان شعره مذموما، فلا يلزم منها أن يكون كل شاعر شيطانا.

* "لأن يمتلئ"؛ قالوا: المراد أن يكون الشعر غالبا عليه؛ بحيث يشغله عن القرآن وغيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى، وهذا مذموم من أي شعر كان، فأما إذا كان القرآن وغيره هو الغالب عليه، فلا يضر اليسير من الشعر؛ لعدم امتلاء الجوف منه حينئذ.

* * *




الخدمات العلمية