الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9373 4603 - (9665) - (2\439) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه متعلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله عز وجل، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة أخفاها، لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، قال: أنا أخاف الله عز وجل "

التالي السابق


* قوله : "سبعة": قال السيوطي في "حاشية النسائي": لا مفهوم لهذا العدد؛

[ ص: 249 ]

فقد جاءت أحاديث في هذا المعنى إذا اجتمعت تفيد أنهم سبعون، والمراد: سبعة أنواع، لا سبعة أشخاص.

* "إلا ظله"؛ أي: ظل يتبع إذنه، لا يكون لأحد بلا إذنه، أو ظل عرشه، على حذف المضاف، وقيل: المراد بالظل: الكرامة، أو نعيم الجنة، قال تعالى: وندخلهم ظلا ظليلا [النساء: 57].

* "الإمام العادل ": قال القاضي: هو كل من إليه نظر في شيء من أمور المسلمين، بدأ به؛ لكثرة منافعه.

* "بعبادة الله"؛ أي: في عبادته.

* "متعلق بالمساجد"؛ أي: شديد الحب لها، أو هو الملازم للجماعة فيها، وليس المراد دوام القعود فيها.

* "تحابا في الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: له.

* "وتفرقا عليه"؛ أي: هما على الحب في الحضور والغيبة، أو كانا على الحب في الدنيا، وماتا عليه.

* "لا تعلم شماله ": هو مبالغة في الإخفاء.

* "خاليا"؛ أي: في المكان الخالي.

* "منصب "؛ أي: ذات الحسب والنسب الشريف.

* "إلى نفسها"؛ قال النووي: أي: دعته إلى الزنى بها، هذا هو الصواب في معناه، وقيل: دعته لنكاحها، فخاف العجز عن القيام بحقها، أو أن الخوف

[ ص: 250 ]

من الله تعالى شغله عن لذات الدنيا وشهواته.

* "أنا أخاف الله": يحتمل أنه قال ذلك باللسان، أو بالقلب؛ ليزجر نفسه.

* * *




الخدمات العلمية