الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9517 4628 - (9826) - (2\451) عن أبي هريرة قال: بينما نحن في المسجد خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " انطلقوا إلى يهود "، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم: " يا معشر يهود، أسلموا تسلموا "، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك أريد، أسلموا تسلموا "، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم قال: " ذاك أريد "، ثم قالها الثالثة، فقال: " اعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله".

التالي السابق


* قوله : "حتى جئنا بيت المدراس": ضبط بكسر الميم، على أنه صيغة مبالغة من الدراسة؛ كالمكثار، والمراد: العالم الذي له دراسة كتبهم، وقيل: الموضع الذي يقرأ فيه الكتاب، والإضافة كمسجد الجامع، وقيل: هو - بضم الميم - بمعنى: العالم التالي للكتاب.

* "تسلموا "؛ أي: من الجلاء.

* "قد بلغت"؛ أي: ما عليك إلا البلاغ، وقد حصل، فانصرف عنا،

ولا تكلفنا بأمر آخر.

* "إنما الأرض لله"؛ أي: تعلقت مشيئته بأن يورث أرضكم هذه للمسلمين، ففارقوها.

قيل: وهذا كان بعد قتل بني قريظة، وإجلاء بني النضير.

[ ص: 261 ]

* "أن أجليكم": من الإجلاء بمعنى: الإخراج.

* "بماله شيئا"؛ أي: بالأرض والأشجار مما لا يقبل النقل.

* "شيئا": منقولا.

* * *




الخدمات العلمية