الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10689 [ ص: 372 ] 4817 - (11073) - (3\10) عن أبي سعيد الخدري، قال: أخرج مروان المنبر في يوم عيد، ولم يكن يخرج به، وبدأ بالخطبة قبل الصلاة، ولم يكن يبدأ بها، قال: فقام رجل فقال: يا مروان! خالفت السنة، أخرجت المنبر في يوم عيد، ولم يك يخرج به في يوم عيد، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة، ولم يكن يبدأ بها. قال: فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا: فلان بن فلان، قال: فقال أبو سعيد: أما هذا، فقد قضى ما عليه. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رأى منكم منكرا، فإن استطاع أن يغيره بيده، فليفعل، - وقال مرة: فليغيره بيده - فإن لم يستطع بيده، فبلسانه، فإن لم يستطع بلسانه، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

التالي السابق


* قوله : "فبلسانه"؛ أي: فلينكره بلسانه، وكذا قوله: "فبقلبه"؛ أي: فلينكره بقلبه، أو فليكرهه بقلبه، وليس المراد: فليغيره بلسانه أو بقلبه، أما في القلب، فظاهر، وأما في اللسان، فلأن المفروض أنه لا يستطيع أن يغير باليد، فكيف يغيره باللسان؟ إلا أن يقال: قد يمكن التغيير بطيب الكلام مع عدم استطاعة التغيير باليد، لكن ذاك نادر قليل جدا، وليس الكلام فيه؛ لأن مثله ينبغي أن يتقدم على التغيير باليد إن أمكن التغيير به.

* "وذلك أضعف الإيمان"؛ أي: الإنكار بالقلب فقط أضعف في نفسه، فلا يكتفي به إلا من لا يستطيع غيره، نعم إذا اكتفى به من لا يستطيع غيره، فليس منه بأضعف؛ فإنه لا يستطيع غيره، والتكليف بالوسع.

* * *




الخدمات العلمية