الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6691 ص: فنظرنا في ذلك هل حرم لبسها لهذه العلة على النساء أم لا؟

                                                فإذا سليمان بن شعيب قد حدثنا، قال: ثنا الحصيب، قال: ثنا عمارة بن زاذان ، عن زياد النميري ، عن أنس بن مالك ، - رضي الله عنه - قال: "جاء رجل إلى النبي -عليه السلام- وعليه ثوب معصفر، فقال له: لو أن ثوبك هذا في تنور ، لكان خيرا لك، فذهب الرجل [ ص: 296 ] فجعله تحت القدر -أو في التنور- فأتى النبي -عليه السلام- قال: ما فعل ثوبك؟ قال: صنعت به ما أمرتني، فقال له رسول الله -عليه السلام-: ما بهذا أمرتك أولا ألقيته على بعض نسائك؟ " فكان ذلك التحريم على الرجال دون النساء.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا إشارة إلى بيان فساد وجه قياس هؤلاء الطائفة الذي ذكروه في تعميم التحريم في حق الرجال والنساء جميعا.

                                                بيانه: أن قوله -عليه السلام- في حديث أنس: "أولا ألقيته على بعض نسائك" يدل على أن التحريم مخصوص في حق الرجال دون النساء، وأن احتجاجهم في تعميم الحرمة بالعلة المذكورة -وهي كون تلك الثياب ثياب الكفار- فاسد، وأن ذلك التحريم على الرجال خاصة.

                                                وإسناد حديث أنس جيد.

                                                والخصيب هو ابن ناصح الحارثي، ثقة.

                                                وعمارة بن زاذان الصيدلاني البصري ، عن أحمد: شيخ ثقة مأمون، وعنه: يروي عن أنس أحاديث مناكير. وعن يحيى: صالح. وقال أبو زرعة: ثقة لا بأس به. وذكره ابن حبان في "الثقات".

                                                وزياد النميري هو: زياد بن عبد الله البصري، وثقه ابن حبان، وقال: يخطئ. وعن يحيى: ليس به بأس، وعنه: ضعيف. وروى له أبو داود والترمذي .




                                                الخدمات العلمية