الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6287 ص: وقد روي هذا الحديث عن عابس عن عائشة -رضي الله عنها- على غير ذلك اللفظ.

                                                حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو غسان ، قال: ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عابس بن ربيعة ، قال: "أتيت عائشة -رضي الله عنها- فقلت: يا أم المؤمنين أكان رسول الله -عليه السلام- حرم لحوم الأضاحي فوق ثلاث؟ فقالت: لا، لكنه لم يكن ضحى منهم إلا قليل، ففعل ذلك ليطعم من ضحى منهم من لم يضح، ولقد رأيتنا نخبئ الكراع ثم نأكلها بعد ثلاث".

                                                فقد يجوز أن تكون تلك الدافة ، كانت كثيرة، فكان الناس الذين يضحون معها قليلا فأمرهم رسول الله -عليه السلام- بما أمرهم به من الصدقة؛ من أجل ذلك فقد عاد معنى هذا أيضا إلى معنى ما قبله.

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد ب"هذا الحديث": الحديث الذي رواه عبد الرحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة، وحاصله: أن حديث عابس عن عائشة روي على وجهين:

                                                أحدهما: ما رواه سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة.

                                                والآخر: ما رواه أبو إسحاق السبيعي عن عابس عن عائشة.

                                                وعند التحقيق يرجع معناهما إلى معنى واحد، وقد بينه الطحاوي.

                                                وأخرج الحديث الثاني أيضا بإسناد صحيح:

                                                عن فهد بن سليمان عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي شيخ البخاري عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني .

                                                [ ص: 41 ] وأخرجه الترمذي: ثنا قتيبة قال: ثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عابس بن ربيعة قال: "قلت لأم المؤمنين: كان رسول الله -عليه السلام- ينهى عن لحوم الأضاحي؟ قالت: لا، ولكن قل من كان يضحي في الناس، فأحب أن يطعم من لم يكن يضحي ولقد كنا نرفع الكراع فنأكله بعد عشرة أيام".

                                                قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأم المؤمنين هي عائشة زوج النبي -عليه السلام-.

                                                قوله: "ليطعم من ضحى منهم من لم يضح" فقوله ليطعم: من الإطعام، و"من" الأولى في محل الرفع على الفاعلية و"من" الثانية في محل النصب على المفعولية.

                                                قوله: "ولقد رأيتنا" بضم التاء أي: لقد رأيت أنفسنا.




                                                الخدمات العلمية