الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6945 6946 ص: وقد روي عن النبي -عليه السلام- في ذلك أيضا ما يدل على هذا المعنى: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الوحاظي، قال: ثنا عيسى بن يونس، قال: ثنا أبي، قال: لما قدم مجاهد الكوفي أتيته أنا وأبى، فحدثنا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام-: " أتاني جبريل -عليه السلام- فقال: يا محمد ، إني جئتك البارحة فلم أستطع أن أدخل البيت؛ لأنه كان في البيت تمثال رجل، فمر بالتمثال فليقطع رأسه حتى يكون كهيئة الشجرة". .

                                                حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: ثنا علي بن معبد، قال: ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة قال: " استأذن جبريل -عليه السلام- على رسول الله -عليه السلام- فقال: ادخل، فقال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تماثيل خيل ورجال؟! فإما أن تقطع رءوسها، وإما أن تجعلها بساطا، فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تماثيل".

                                                فلما أبيحت التماثيل بعد قطع رءوسها الذي لو قطع من ذي الروح لم يبق؛ دل ذلك على إباحة تصوير ما لا روح له، وعلى خروج ما لا روح لمثله من الصور، مما قد نهي عنه في الآثار التي ذكرنا في هذا الباب.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي عن النبي -عليه السلام- في حكم الصورة ما يدل على المعنى الذي قاله ابن عباس ، وهو ما رواه أبو هريرة .

                                                وأخرجه من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن يحيى بن صالح الوحاظي الشامي شيخ البخاري ، عن عيسى بن يونس عن أبيه يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن مجاهد - رضي الله عنه -.

                                                الثاني: عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن علي بن معبد بن شداد الرقي ، عن [ ص: 478 ] أبي بكر بن عياش الحناط -بالنون- المقرئ ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن مجاهد .

                                                وأخرجه النسائي : أنا هناد بن السري ، عن أبي بكر ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة ، قال: "استأذن جبريل -عليه السلام- على النبي -عليه السلام- فقال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟! فإما أن تقطع رءوسها، أو تجعل بساطا توطأ؛ فإنا معاشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تصاوير".

                                                قوله: "فإنا معشر الملائكة" انتصاب معشر على التخصيص.

                                                قوله: "لا ندخل بيتا" خبر "إن" في قوله: "إنا". وباقي الكلام ظاهر.




                                                الخدمات العلمية