الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لوا ) * فيه لواء الحمد بيدي يوم القيامة اللواء : الراية ، ولا يمسكها ، إلا صاحب الجيش .

                                                          * ومنه الحديث " لكل غادر لواء يوم القيامة " أي : علامة يشهر بها في الناس ; لأن موضوع اللواء شهرة مكان الرئيس ، وجمعه : ألوية .

                                                          * وفي حديث أبي قتادة " فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد " أي : لا يلتفت ولا يعطف عليه . وألوى برأسه ولواه ، إذا أماله من جانب إلى جانب .

                                                          ( س ) منه حديث ابن عباس " إن ابن الزبير لوى ذنبه " يقال : لوى رأسه وذنبه وعطفه عنك ، إذا ثناه وصرفه . ويروى بالتشديد للمبالغة .

                                                          وهو مثل لترك المكارم ، والروغان عن المعروف وإيلاء الجميل .

                                                          ويجوز أن يكون كناية عن التأخر والتخلف ; لأنه قال في مقابله : " وإن ابن أبي العاص مشى اليقدمية " .

                                                          * ومنه الحديث " وجعلت خيلنا تلوى خلف ظهورنا " أي : تتلوى . يقال : لوى عليه ، إذا عطف وعرج .

                                                          ويروى بالتخفيف . ويروى " تلوذ " بالذال . وهو قريب منه .

                                                          * وفي حديث حذيفة " إن جبريل - عليه السلام - رفع أرض قوم لوط ، ثم ألوى بها حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم " أي : ذهب بها . يقال : ألوت به العنقاء : أي أطارته .

                                                          وعن قتادة مثله . قال فيه : ثم ألوى بها في جو السماء " .

                                                          ( س ) وفي حديث الاختمار " لية لا ليتين " أي : تلوي خمارها على رأسها مرة واحدة ، ولا تديره مرتين ، لئلا تتشبه بالرجال إذا اعتموا .

                                                          [ ص: 280 ] [ هـ ] وفيه " لي الواجد يحل عقوبته وعرضه " اللي : المطل . يقال لواه غريمه بدينه يلويه ليا . وأصله : لويا ، فأدغمت الواو في الياء .

                                                          * ومنه حديث ابن عباس " يكون لي القاضي وإعراضه لأحد الرجلين " أي : تشدده وصلابته .

                                                          * وفيه إياك واللو ، فإن اللو من الشيطان يريد قول المتندم على الفائت : لو كان كذا لقلت وفعلت . وكذلك قول المتمني ; لأن ذلك من الاعتراض على الأقدار .

                                                          والأصل فيه " لو " ساكنة الواو ، وهي حرف من حروف المعاني ، يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ، فإذا سمي بها زيد فيها واو أخرى ، ثم أدغمت وشددت ، حملا على نظائرها من حروف المعاني .

                                                          ( س ) وفي صفة أهل الجنة مجامرهم الألوة أي : بخورهم العود ، وهو اسم له مرتجل .

                                                          وقيل : هو ضرب من خيار العود وأجوده ، وتفتح همزته وتضم . وقد اختلف في أصليتها وزيادتها .

                                                          * ومنه حديث ابن عمر أنه كان يستجمر بالألوة غير مطراة .

                                                          * وفيه " من خان في وصيته ألقي في اللوى " قيل إنه واد في جهنم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية