الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قصف ) ( هـ ) فيه : أنا والنبيون فراط القاصفين هم الذين يزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا ، من القصف : الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام ، يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة ، وهم على أثرهم ، بدارا متدافعين ومزدحمين .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : لما يهمني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي يعني : استسعادهم بدخول الجنة ، وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من أن أبلغ أنا منزلة الشافعين المشفعين ؛ لأن قبول شفاعته كرامة له ، فوصولهم إلى مبتغاهم آثر عنده من نيل هذه الكرامة ، لفرط شفقته على أمته .

                                                          ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه : " كان يصلي ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم " أي : يزدحمون .

                                                          ( س ) ومنه حديث اليهودي : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال : تركت [ ص: 74 ] ابني قيلة يتقاصفون على رجل يزعم أنه نبي

                                                          ( س ) ومنه الحديث : شيبتني هود وأخواتها ، قصفن علي الأمم أي : ذكر لي فيها هلاك الأمم ، وقص علي فيها أخبارهم ، حتى تقاصف بعضها على بعض ، كأنها ازدحمت بتتابعها .

                                                          وفي حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها : " ولا قصفوا له قناة " أي : كسروا .

                                                          وفي حديث موسى عليه السلام وضربه البحر : " فانتهى إليه وله قصيف مخافة أن يضربه بعصاه " أي : صوت هائل يشبه صوت الرعد .

                                                          ومنه قولهم : " رعد قاصف " أي : شديد مهلك لشدة صوته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية