الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قرم ) ( هـ ) فيه : " أنه دخل على عائشة وعلى الباب قرام ستر " وفي رواية : " وعلى باب البيت قرام فيه تماثيل " القرام : الستر الرقيق ، وقيل : الصفيق من صوف ذي ألوان ، والإضافة فيه كقولك : ثوب قميص .

                                                          وقيل : القرام : الستر الرقيق وراء الستر الغليظ ، ولذلك أضاف .

                                                          ( هـ ) وفيه : " أنه كان يتعوذ من القرم " وهي شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه ، يقال : قرمت إلى اللحم أقرم قرما ، وحكى بعضهم فيه : قرمته .

                                                          ومنه حديث الضحية : " هذا يوم اللحم فيه مقروم " هكذا جاء في رواية ، وقيل : تقديره : مقروم إليه ، فحذف الجار .

                                                          ومنه حديث جابر : " قرمنا إلى اللحم ، فاشتريت بدرهم لحما " وقد تكرر في الحديث .

                                                          وفي حديث الأحنف ، بلغه أن رجلا يغتابه فقال :


                                                          عثيثة تقرم جلدا أملسا

                                                          *أي : تقرض ، وقد تقدم .

                                                          ( س ) وفي حديث علي : " أنا أبو حسن القرم " أي : المقدم في الرأي ، والقرم : فحل الإبل ؛ أي : أنا فيهم بمنزلة الفحل في الإبل .

                                                          قال الخطابي : وأكثر الروايات : " القوم " بالواو ، ولا معنى له ، وإنما هو بالراء : أي : المقدم في المعرفة وتجارب الأمور .

                                                          [ ص: 50 ] * وفي حديث عمر : قال له النبي صلى الله عليه وسلم : قم فزودهم لجماعة قدموا عليه مع النعمان بن مقرن المزني ، فقام ففتح غرفة له فيها تمر كالبعير الأقرم قال أبو عبيد : صوابه : " المقرم " وهو البعير المكرم يكون للضراب ، ويقال للسيد الرئيس : مقرم ، تشبيها به ، قال : ولا أعرف الأقرم .

                                                          وقال الزمخشري : قرم البعير فهو قرم : إذا استقرم ؛ أي : صار قرما ، وقد أقرمه صاحبه فهو مقرم ، إذا تركه للفحلة ، وفعل وأفعل يلتقيان كثيرا ، كوجل وأوجل ، وتبع وأتبع ، في الفعل ، وكخشن وأخشن ، وكدر وأكدر ، في الاسم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية