الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( مخر ) ( هـ ) فيه " إذا بال أحدكم فليتمخر الريح " أين ينظر أين مجراها ، فلا يستقبلها لئلا ترشش عليه بوله .

                                                          والمخر في الأصل : الشق يقال : مخرت السفينة الماء ، إذا شقته بصدرها وجرت . ومخر الأرض . إذا شقها للزراعة .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث سراقة " إذا أتى أحدكم الغائط فليفعل كذا وكذا واستمخروا الريح " أي اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول ; لأنه إذا ولاها ظهره أخذت عن يمينه ويساره ، فكأنه قد شقها به .

                                                          * ومنه حديث الحارث بن عبد الله بن السائب " قال لنافع بن جبير : من أين ؟ قال خرجت أتمخر الريح " كأنه أراد : أستنشقها .

                                                          ومنه الحديث " لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا " أراد أنها تدخل الشام وتخوضه ، وتجوس خلاله وتتمكن منه ، فشبهه بمخر السفينة البحر .

                                                          [ ص: 306 ] ( هـ ) وفي حديث زياد " لما قدم البصرة واليا عليها ، قال : ما هذه المواخير ؟ الشراب عليه حرام حتى تسوى بالأرض ، هدما وحرقا " هي جمع ماخور ، وهو مجلس الريبة ، ومجمع أهل الفسق والفساد ، وبيوت الخمارين ، وهو تعريب : ميخور .

                                                          وقيل : هو عربي لتردد الناس إليه ، من مخر السفينة الماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية