الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أور ) الهمزة والواو والراء أصل واحد ، وهو الحر . قال الخليل : الأوار : حر الشمس ، وحر التنور . ويقال : أرض أورة . قال : وربما جمعوا الأوار على الأور . وأوارة : مكان . ويوم أوارة كان أن عمرو بن المنذر اللخمي بنى زرارة بن عدس ابنا له يقال له أسعد ، فلما ترعرع الغلام مرت به ناقة كوماء فرمى ضرعها ، فشد عليه ربها سويد أحد بني عبد الله بن دارم فقتله ، ثم هرب سويد فلحق مكة ، وزرارة يومئذ عند عمرو بن المنذر ، فكتم قتل ابنه أسعد ، وجاء عمرو بن ملقط الطائي - وكانت في نفسه حسيكة على زرارة - فقال :


                                                          من مبلغ عمرا فإن المرء لم يخلق صباره     ها إن عجزة أمه
                                                          بالسفح [ أسفل ] من أواره     وحوادث الأيام لا
                                                          يبقى لها إلا الحجاره

                                                          [ ص: 156 ] فقال عمرو بن المنذر : يا زرارة [ ما تقول ؟ ] . قال : كذب ، وقد علمت عداوته لي . قال : صدقت . فلما جن عليه الليل اجلوذ زرارة ولحق بقومه ، ثم لم يلبث أن مرض ومات ، فلما بلغ عمرا موته غزا بني دارم ، وكان حلف ليقتلن منهم مائة ، فجاء حتى أناخ على أوارة وقد نذروا وفروا ، فقتل منهم تسعة وتسعين ، فجاءه رجل من البراجم شاعر ليمدحه ، فأخذه فقتله ليوفي به المائة ، وقال : " إن الشقي وافد البراجم " . وقال الأعشى في ذلك :


                                                          ونكون في السلف الموا     زي منقرا وبني زراره
                                                          أبناء قوم قتلوا     يوم القصيبة من أواره

                                                          والأوار : المكان . قال :


                                                          من اللائي غذين بغير بؤس     منازلها القصيمة فالأوار

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية