الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جم ) الجيم والميم في المضاعف له أصلان : الأول كثرة الشيء واجتماعه ، والثاني عدم السلاح .

                                                          فالأول الجم وهو الكثير ، قال الله جل ثناؤه : وتحبون المال حبا جما ، والجمام : الملء ، يقال إناء [ جمان ، إذا بلغ ] جمامه . قال :

                                                          [ ص: 420 ]

                                                          أو كماء المثمود بعد جمام زرم الدمع لا يؤوب نزورا

                                                          ويقال الفرس في جمامه ; والجمام الراحة ، لأنه يكون مجتمعا غير مضطرب الأعضاء ، فهو قياس الباب . والجمة : القوم يسألون في الدية ، وذلك يتجمعون لذلك . قال :


                                                          وجمة تسألني أعطيت

                                                          والجميم مجتمع من البهمى . قال :


                                                          رعى بارض البهمى جميما وبسرة     وصمعاء حتى آنفتها نصالها

                                                          والجمة من الإنسان مجتمع شعر ناصيته . والجمة من البئر المكان الذي يجتمع ماؤها . والجموم : البئر الكثيرة الماء ، وقد جمت جموما . قال :


                                                          يزيدها مخج الدلا جموما

                                                          والجموم من الأفراس : الذي كلما ذهب منه إحضار جاءه إحضار آخر . فهذا يدل على الكثرة والاجتماع . قال النمر بن تولب :


                                                          جموم الشد شائلة الذنابى     تخال بياض غرتها سراجا [ ص: 421 ]

                                                          والجمجمة : جمجمة الإنسان ; لأنها تجمع قبائل الراس . والجمجمة : البئر تحفر في السبخة . وجم الفرس وأجم إذا ترك أن يركب . وهو من الباب ; لأنه تثوب إليه قوته وتجتمع . وجماجم العرب : القبائل التي تجمع البطون فينسب إليها دونهم ، نحو كلب بن وبرة ، إذا قلت كلبي واستغنيت أن تنسب إلى شيء من بطونها .

                                                          والجماء الغفير : الجماعة من الناس . قال بعضهم : هي البيضة بيضة الحديد ; لأنها تجمع شعر الرأس .

                                                          ومن هذا الباب أجم الشيء : دنا .

                                                          والأصل الثاني الأجم ، وهو الذي لا رمح معه في الحرب . والشاة الجماء التي لا قرن لها . وجاء في الحديث : أمرنا أن نبني المساجد جما ، يعني أن [ لا ] يكون لجدرانها شرف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية