الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بح ) الباء والحاء أصلان : أحدهما أن لا يصفو صوت ذي الصوت ، والآخر سعة الشيء وانفساحه . فالأول البحح ، وهو مصدر الأبح . تقول منه بح يبح بححا وبحوحا; وإذا كان من داء فهو البحاح . قال :


                                                          ولقد بححت من الندا ء بجمعكم هل من مبارز

                                                          وعود أبح : إذا كان في صوته غلظ . قال الكسائي : ما كنت أبح ولقد بححت بالكسر تبح بححا وبحوحة . والبحة الاسم ، يقال : به بحة شديدة . أبو عبيدة : بححت بالفتح لغة . قال شاعر :


                                                          إذا الحسناء لم ترحض يديها     ولم يقصر لها بصر بستر
                                                          قروا أضيافهم ربحا ببح     يعيش بفضلهن الحي سمر

                                                          الربح : الفصال . والبح : قداح يقامر بها . كذا قال الشيباني . وقال الأصمعي في قول القائل :

                                                          [ ص: 175 ]

                                                          وعاذلة هبت بليل تلومني     وفي كفها كسر أبح رذوم

                                                          الرذوم : السائل دسما . يقول : إنها لامته على نحر ماله لأضيافه ، وفي كفها كسر ، وقالت : أمثل هذا ينحر ؟ ونرى أن السمين وذا اللحم إنما سمي أبح مقابلة لقولهم في المهزول : هو عظام تقعقع .

                                                          والأصل الآخر البحبوحة وسط الدار ، ووسط محلة القوم . قال جرير :


                                                          قومي تميم هم القوم الذين هم     ينفون تغلب عن بحبوحة الدار

                                                          والتبحبح : التمكن في الحلول والمقام . قال الفراء : يقال : نحن في باحة الدار بالتشديد ، وهي أوسعها . ولذلك قيل فلان يتبحبح في المجد ، أي : يتسع . وقال أعرابي في امرأة ضربها الطلق : "

                                                          تركتها تتبحبح على أيدي القوابل

                                                          " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية