الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أرم ) الهمزة والراء والميم أصل واحد ، وهو نضد الشيء إلى الشيء في ارتفاع ثم يكون القياس في أعلاه وأسفله واحدا . ويتفرع منه فرع واحد ، هو أخذ الشيء كله ، أكلا وغيره . وتفسير ذلك أن الأرم ملتقى قبائل الرأس ، والرأس الضخم مؤرم . وبيضة مؤرمة واسعة الأعلى . والإرم العلم ، وهي حجارة مجتمعة كأنها رجل قائم . ويقال : إرمي وأرمي ، وهذه أسنمة كالأيارم . قال :


                                                          عندلة سنامها كالأيرم

                                                          قال أبو زيد : الأروم حروف هامة البعير المسن . والأرومة أصل كل شجرة . وأصل الحسب أرومة ، وكذلك أصل كل شيء ومجتمعه . والأرم الحجارة في قول الخليل ، وأنشد :


                                                          يلوك من حرد علينا الأرما

                                                          ويقال : الأرم الأضراس ، يقال : هو يحرق عليه الأرم . فإن كان كذا فلأنها تأرم ما عضت . قال :

                                                          [ ص: 86 ]

                                                          نبئت أحماء سليمى إنما     باتوا غضابا يحرقون الأرما

                                                          وأرمتهم السنة استأصلتهم ، وهي سنون أوارم . وسكين آرم قاطع . وأرم ما على الخوان أكله كله . وقولهم أرم حبله من ذلك ، لأن القوى تجمع وتحكم فتلا . وفلانة حسنة الأرم ، أي : حسنة فتل اللحم . قال أبو زيد : ما في فلان إرم ، بكسر الألف وسكون الراء ، لأن السن يأرم . وأرض مأرومة أكل ما فيها فلم يوجد بها أصل ولا فرع . قال :


                                                          ونأرم كل نابتة رعاء

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية