الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 158 ] آ. (2) قوله : من شر ما خلق : متعلق بـ "أعوذ" والعامة على إضافة "شر" إلى "ما" وقرأ عمرو بن فائد بتنوينه. وقال ابن عطية : "عمرو بن عبيد وبعض المعتزلة الذين يرون أن الله لم يخلق الشر: "من شر" بالتنوين "ما خلق" على النفي، وهي قراءة مردودة مبنية على مذهب باطل . انتهى. ولا يتعين أن تكون "ما" نافية، بل يجوز أن تكون موصولة بدلا من "شر" على حذف مضاف، أي: من شر شر ما خلق. عمم أولا [ثم خصص ثانيا]. وقال أبو البقاء: "وما" على هذا بدل من "شر" أو زائدة. ولا يجوز أن تكون نافية; لأن النافية لا يتقدم عليها ما في حيزها. فلذلك لم يجز أن يكون التقدير: ما خلق من شر، ثم هو فاسد المعنى" . قلت: وهو رد حسن صناعي. ولا يقال: إن "من شر" متعلق بـ "أعوذ". وحذف مفعول "خلق" لأنه خلاف الأصل. وقد أنحى مكي على هذا القائل، ورده بما تقدم أقبح رد. [و "ما" مصدرية، أو بمعنى الذي] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية