الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 127 - 128 ] وفي كل سن : خمس ، وإن سوداء بقلع ، أو اسوداد ، أو بهما ، أو بحمرة أو بصفرة ، إن كانا عرفا : كالسواد ، [ ص: 129 ] أو باضطرابها جدا

التالي السابق


( وفي ) إتلاف ( كل سن ) ثنية كانت أو نابا أو رباعية أو ضرسا ( خمس ) بفتح الخاء المعجمة من الإبل إن لم تكن سوداء ، بل ( وإن ) كانت ( سوداء ) خلقة أو بجناية وجنى عليها ثانيا ( بقلع ) من أصلها أو عند اللحم بعد حين من الجناية الأولى ( أو ) ب ( اسوداد ) فقط بعد بياضها بجناية عليها مع بقائها وثبوتها لأنه أذهب جمالها ( أو بهما ) أي القلع والتسويد بأن سودها ثم قلعها بالقرب قاله المصنف . وقال ابن عبد السلام أي بقلع بعضها وتسويد باقيها ( أو ) ب ( حمرة ) لها بعد بياضها ( أو ) ب ( صفرة ) لها بعد بياضها ( إن كانا ) المذكور من الحمرة والصفرة ( عرفا كالسواد ) في إذهاب الجمال وإلا فبحساب ما نقص .

ابن عرفة فيها قيل إن ضربه فاسودت سنه أو احمرت أو اصفرت أو اخضرت ، قال إن اسودت ثم عقلها والخضرة والحمرة والصفرة إن كانت كالسواد ثم عقلها وإلا فعلى حساب ما نقص . وفي سماع ابن القاسم إن اصفرت السن ففيها بقدر شينها لا يكمل عقلها حتى تسود لا بتغيرها . ابن رشد هذا يبين مذهبه في المدونة ، إذ لم يجب فيها جوابا بينا ، ومثله قول أصبغ في اخضرارها أكثر مما في احمرارها ، وفي احمرارها أكثر مما في اصفرارها ، وعزا اللخمي هذا لأشهب في الموازية ، قال وقال ابن القاسم إن كان تغيرها مثل اسودادها فقد تم عقلها ، وإلا فعلى حساب ما نقص ، والأول أحسن إلا في الخضرة .

قلت فحمل كلامهما على الاختلاف وبه يتقرر قول ابن الحاجب إثر نقله قولها والمشهور خلافه ، وحمله ابن رشد على الوفاق كابن شاس ، ثم قال لابن عرفة سئل القرويون عمن أطعمت زوجها ما اسود به لونه فوقفوا . أحمد بن نصر هي في المدونة ، وأوجب الدية عليها من قولها في تسويد السن ، وقد يفرق بلزوم البياض للسن وبعض أفراد [ ص: 129 ] الآدميين أسود ابن شعبان في السن الزائدة الاجتهاد . قلت فيه نظر لأن أرش الحكومة والاجتهاد إنما يتصور في النقص ، وربما كان قلع الزائد لا يوجبه أو يوجب زيادة فيكون كخصاء العبد يزيد في قيمته ، وقد يجري على الأصبع الزائدة وجميع ما في الفم من الأسنان اثنان وثلاثون سنا . وقيل من ولد لسبعة أشهر له ثمانية وعشرون سنا فقط . ابن عرفة في كل سن خمس من الإبل ، الأسنان والأضراس سواء .

ابن رشد في الموطأ عن سعيد قضى عمر رضي الله تعالى عنه في الأضراس ببعير بعير ومعاوية رضي الله تعالى عنه بخمسة أبعرة ولو كنت أنا لجعلت فيها بعيرين بعيرين ، فتلك الدية سواء لأن الأسنان اثنا عشر سنا أربع ثنايا وأربع رباعيات وأربع أنياب لها ستون بعيرا خمسة لكل منها والأضراس أربع ضواحك ، وهي التي تلي الأنياب ، واثنا عشر رحى ثلاث في كل شدق وأربع نواجذ ، وهي أقصاها ، فجميع دياتها على قول مالك مائة وستون بعيرا ، زاد اللخمي والنواجذ سن الحلم التي يخرج أقصاها بعد الكبر . وقال ابن شعبان للرجل الألحى اثنان وثلاثون سنا ، وللكوسج ثمانية وعشرون سنا ، يريد أنه لا نواجذ له . عبد الحق لابن مزيد من ولد لسبعة أشهر فله ثمانية وعشرون سنا ، ومن ولد لستة أشهر أو تسعة أشهر فله اثنان وثلاثون سنا . الشيخ في الموازية لأشهب إن طرحت السن من سنخها ففيها ديتها كاملة ، وكذا كسرها من أصل ما أشرف منها ولا يحط لما بقي من الكسر من موضع سنخها شيء كبقية الذكر بعد الحشفة .

( و ) الدية ( باضطرابها ) أي السن ( جدا ) بحيث لا يرجى نبوتها ، وفي الخفيف العقل بقدره .




الخدمات العلمية