الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الحث على زيارة الإخوان وإكرامهم

أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا يزيد بن صالح اليشكري ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن رجلا زار أخا له في قرية، فأرصد الله على مدرجته ملكا فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أخا لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: إني رسول الله إليك، إن الله تبارك وتعالى أحبك كما أحببته ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل تعاهد الزيارة للإخوان وتفقد أحوالهم، لأن الزائر في قصده الزيارة، يشتمل على مصادفة معنيين:

أحدهما: استكمال الذخر في الآجل بفعله ذلك. وقد قال بعض القدماء: إن الرجل إذا زار أخا له في الله، لم يبق في السماء ملك إلا حياه بتحية مستأنفة [ ص: 115 ] لا يحييه ملك مثله ولم تبق شجرة من شجر الجنة إلا نادت صاحبتها: ألا إن فلان ابن فلان زار أخا في الله.

والآخر: التلذذ بالمؤانسة بالأخ المزور، مع الانقلاب بغنيمتين معا.

ولقد أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري ، حدثنا الغلابي ، حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني قال: كان عتبة الغلام يأوي المقابر والصحاري، ثم يخرج إلى السواحل فيقيم بها، فإذا كان يوم الجمعة دخل البصرة فشهد الجمعة ورأى إخوانه فسلم عليهم.

حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عفان ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثني بعض مشيختنا، قال: قال عامر بن قيس: إنما أجدني آسف على البصرة لأربع خصال: تجاوب مؤذنيها، وظماء الهواجر، ولأن بها إخواني، ولأن بها وطني.

التالي السابق


الخدمات العلمية